مقطع فلم | ناجِ الله كما يناجيه بلطجي!
- انتاج: موسسة البیان المعنوي
المدة: 04:00 دقیقة
04:00 دقیقة | تنزیل بجودة ( رديئة(102MB) | عالیة(8.05MB) )
- مشاهدة في: یوتیوب
النص:
لماذا لا ننتفع كثيراً من رحمة الله تعالى؟ إن ما يمنعنا من الانتفاع من رحمة الله هو أننا نُعوِّل على أنفسنا قليلاً! هذا المانع هو العُجْب.. اغترار الإنسان بما يملك. إننا لا نناجي الله أبداً كما يناجيه بلطجي يشهَر السكاكين والسيوف، منحرف، وَ.. وَ..، بل نناجيه كأُناس راقين: ـ "إلهي، كما تعلمون فإني، بالطبع، من عبادكم الصالحين. ولم أقترف إلى الآن ذنباً. لكن قُلنا فلنأتِ الليلة بحضرتكم فإن حظينا بمزيد من اللطف فنحن موافقون! بل نحن مذنبون، أجل.. على أية حال، قد يكون صدَر منّا تقصير، لسنا مُنَزّهين.." شخص كهذا تمثالٌ للعُجْب! إنه غير قادر على الانتفاع من رحمة الله. أوَدّ في ليالي القدر، وسط التجمعات أن أعثر على من يحضر الإحياء لأول مرة، وقد كدّسَ في صحيفته من الخطايا الكثير الكثير، ويستحي أن يتفوّه بكلمة! يأتونه قائلين: أتريد مصحفاً؟ يهُمّ بأخذ المصحف، فيقول: كلا، أخجَلُ أن ألمس المصحف! بل ليس لدي ما أقوله أصلاً! لو أعثُر على شخص كهذا ليلة القدر آتي وأقف خلفه وأقول: إلهي، أعطني كل ما تعطي هذا! ليس عنده ذرّةُ عُجْب! لا يشمَخ بأنفه قيدَ شَعرة! الكل يعودون لبيوتهم فرحين مسرورين، وهو يلبث واقفاً! في النهاية ينطق ويقول: أَنظَرتَ يا إلهي إليَّ أيضاً؟ هذا يحظى برحمة الله تلك الليلة. الانتفاع من رحمة الله صعب جدّاً! لماذا؟.. لأننا نرى لأنفسنا شأناً! طيب، لا ترَ لنفسك شأناً ولأنظر! أفهل تستطيع الحضور في مراسم التوبة مثل ذلك البلطجي؟! لن تفعل! مستحيل! أفهل يمكن؟ (تقول): حالي، لله الحمد، ليست بهذه التعاسة..! إننا مغرورون حتى بأعمالنا التي لَمّا نُنجزها! هذا الشخص أنجز أعمالاً على الأقل. نقول: ما زال لدينا إلى آخر شهر رمضان فرصة! انظر!.. ـ يا رجل، إلى آخر شهر رمضان! لكنك لم تُنجز شيئاً! ـ سأُنجز على أية حال، لا تقلق. إن ما يمنعنا من الانتفاع من رحمة الله هو أننا نُعوِّل على أنفسنا قليلاً! ماذا نصنع كي لا نعوِّل على أنفسنا؟ أدعية أئمة الهدى(ع) هذه هي حقّاً فرصة ذهبية. يقول: إلهي، لو كان لديّ عمل صالح لما كان ينبغي لي الاتكال عليه، بل كان يجب أن أتّكل على رحمتك. فكيف بي وأنا خالي الوفاض! إذاً عليَّ أن أتّكل على رحمتك وحسب. فإن أنت لم تنظر إليَّ فماذا عسايَ أصنع!!